نتائج البحث

سرديّة الثورة المصريّة: السينما/الذاكرة/الصورة

11/04/2018

سردية الثورة المصرية: «السينما الذاكرة الصورة».   سبع سنوات مرّت منذ انطلق هتاف المتظاهرين لأول مرة في وسط القاهرة مطالبين برحيل النظام. كانت المدينة خلفية للحدث وشاهدة عليه ، شاهدة على تلاشي الفرد في موجات الجموع، والذاكرة تبدو كشريط صالح لتسجيل ملايين الساعات والتفاصيل. كانت الحقيقة مجردة من الزمن ومتورطة في عفوية الهتاف: «الشعب يريد إسقاط النظام».   في اللحظات الأولى من ثورة ٢٥ يناير في مصر لم يكن أحداً منشغلا بتوثيق الأحداث بقدر الانخراط فيها. الجميع كان يرمي بذاتيته ومنظوره الفردي خارج ميدان التحرير، أملاً في أن تكون تلك هي لحظة الذروة التي لا يتبعها سوى الشعور بالانتصار، لحظة التوهج التي ربما يتوقف... المزيد
المشاركة

الصورة تهتزّ قليلا

05/03/2018

انتظر السوريون حوالي أربعة عقود، قبل أنْ يصرخوا في وجه نظام الأسد، صرخة ما من صمت بعدها، بأنهم ملّوا من القتل والتغييب القسري والديكتاتورية والكبت السياسي المتلاحق مع كبت اجتماعي، وآخر نفسي طاغ على الفرد، أي أنهم لم يكونوا على دراية تامة بما يعنيه الانتظار وما يليه، كانوا في شكل ما، تحت وقع التخدير في إرادتهم، أو في حالة صحو جزئية. ثم لابد أنَّ إدراكهم كان مؤكداً، في أنَّ اللحظة المناسبة المسلوبة منهم، ما كانتْ لتأتي، لو أنهم استعجلوها. كان يقينهم الضمني والمتراكم، بوجود النظام السوري الراسخ، يعادل إسرافهم في لعنه بصمت، يوماً بعد يوم، في عقولهم وأرواحهم. كانوا، أيضاً،... المزيد
المشاركة

الصورة والعنف

21/02/2018

  يرتاب الكثيرون من العاملين في الحقل الثقافي اليوم من اهتمام سوق الفن العالمية بفنانين ينتمون إلى بلاد منكوبة. يتهمون السوق بتبديل ذائقته الفنية لمجاراة مأساة "آخر طرز". يغارون على بلادهم وقضاياها من التسليع الحاصل عندما يحدّد السوق قيمة الفن والفنان بحسب كمية المأساة التي يمثلها في فنّه. يقوم التسليع على اختصار هذا الفن بالمأساة فيحجب عنه القيمة النقدية ويؤطره ك untranslatable أو كموضوع يبقى عصي على الترجمة، كتلك المأساة الآتي منها.   اليوم جاء دور الفنان السوري في تورّطه بسوق تستدرجه للمشاركة فيها ولكن تحجب عنه فنون النقد والتشبيك بين العمل والعالم. يكتب أبو نضارة في مقالة نشرها على موقع "دوكيومنتا" أنّ... المزيد
المشاركة

ماذا كنّا نشاهد؟ ماذا كنّا نشاهد؟

07/06/2017

    لم يعد لمعنى الكلمات العلاقة نفسها بالأشياء، لقد غيّرتْه كما تراه ملائماً. بات الفعل المتهوّر شجاعةً أمينة؛ والتأنّي الحذر حجّة الجبان؛ والاعتدال قناع الضعيف؛ وأن تعرف كلّ شيء هو ألا تفعل شيئاً. - توسيديدس عن فساد اللغة خلال الثورة في كورفو، في كتاب “تاريخ مختصر للأخلاق” لألسدير ماكنتاير.       يراودني هذا السؤال تقريباً كلّما ضغطت على كليب من سوريا. وما أن أقرأ تفسيراً يحاول أن يثبت معنى واحداً وناجزاً، حتّى يظهر كليب آخر ويقوّضه. وحين أحاول أن أبدأ بصوغ نظرية عن الفيديوهات الآتية من سوريا، أجد فئة كاملة من الكليبات تجافي تحليلي. من المستحيل، ربّما، كتابة نظرية حاسمة عن الفيديوهات التي ظهرت في... المزيد

اللاجئون "السوريون": آخر الجماعات الحديثة في عالم يعيش في ماضيه السحيق

05/04/2017

  ست سنوات من الموت المعلن، لم تستقر هوية الضحية على تجانس تام ولم ينجح القتلة في صناعة هوية بلا خدوش. نجح الشعب السوري، مرغما على الأرجح، في تعطيل سعي القتلة إلى جريمة بلا عقاب. واقع الأمر أن معظم ما حصل في سورية حتى اليوم لم يغير واقعة أساسية. ثمة مئات الآلاف من السوريين الذين بقيوا هدفا للقتلة من كل الجهات. ليس مجديا أن نذكر حوادث محددة من تاريخ هذه المقتلة. كل متابع لما يجري في هذا البلد، لديه ثبت بضحايا كثر يفوق عددهم وسيرهم قدرة أي منشور على جمعه بين طياته. ذكر الواقعة ليس مجديا أو منتجا. لأن الإمعان في... المزيد

أرشيف الكارثة الذي لم يكُن

13/03/2017

  تشير الفنانة الإيرانية آزادة أخلاقي في مقابلة معها إلى أن هاجس توثيق الموت بدأ يؤرقها غداة انتفاضة الإنتخابات الإيرانية عام ٢٠٠٩، تحديداً بعد انتشار فيديو ندا آغا-سلطان التي أرداها رصاص الشرطة الإيرانية فيما كانت تشارك في التظاهرات. في تلك المرحلة الدقيقة من الانتفاضة الإيرانية وثّقت عشرات الكاميرات لحظة مقتل الشابة التي تحولت مادةً بصريةً شاهدها الملايين من الإيرانيين. نتج عن التوثيق البصري للحظة الظلم القصوى حالةُ غضب، فحداد جماعي سكن ذاكرة الإيرانيين الذين عاشوا معاً حدادهم على لحظة تاريخية كانت مليئة بآمالٍ أُحبطت لاحقاً.   الصورة كشاهدِ قبر   دعا التوثيق البصري للحظة مقتل ندا سلطان الفنانة آزادة أخلاقي إلى طرح عددٍ من... المزيد

سينما الموت

05/12/2016

  خطُّ الأفق يقسم الكادر. ثلثٌ ينحدر بأبنية باطونية مهشمة، لينعجن فيه الركام. تمرُّ في الثلثين الآخرين من الكادر غيوم مصبوغة بلونٍ أرجواني تخبُّ فوق الأبنية الغارقة في السواد. يتحرك الكادر نحو طريقٍ تطويه الأبنية المدمرة. من عمق الركام تظهر امرأة ترتدي معطفاً أسودَ وحجاباً مزركشاً. تمسك بيدها باقة من زهر الاقحوان. تمشي بخطىً وئيدة. تتقدم ببطء، تضع باقة الزهور فوق تلة من الركام. تستدير نحو الكادر ثم تقول: انتهت الحرب.   إنه يوم العطلة، إعلانات الفيلم تملأ الطرقات بألوان حميميّة. زوجان في الخمسين من عمرهما يمسكان بيدي بعضهما على باب السينما. الوجوه مسترخية جذلانة. ضجيج النقاشات يملأ المكان بإلفة. المدينة ورغم الدمار،... المزيد

رفيوجي براند

17/11/2016

  فتاة ترتدي فستاناً أبيضاً، لا نرى وجهها، الظاهر في الصورة وجه فتاة أخرى تقف على يمين العروس تساعدها على تسوية شعرها، كما تظهر يدان واحدة في الهواء، والأخرى تسند طرف شعر العروس، في المنتصف رجل عادي، يبدو أنه في الأربعين من العمر، يمسك بسحاب الفستان من الخلف، الشخصية الأقرب غير واضحة ترتدي هي أيضاً فستاناً أبيضاً، الجلي منها خصلة شعر بنية اللون، يدها والأبيض. يبدو أنها صورة عادية التقطت قبيل بداية عرس ما.   انتشرت هذه الصورة في معظم وسائل الإعلام الغربية والعربية ووسائل التواصل الاجتماعي، تحت عنوان "خياط حلبي ينقذ عروساً كندية من موقف محرج"، حازت هذه الصورة للمصورة ليندسي كولتر... المزيد

إيلان وعمران نموذجين لانقضاء زمن صورتهما

27/09/2016

  بالأبيض والأسود يظهر في الصورة رجل متشبث بنافذة الشاحنة وقد تفحم. لسبب ما لم تتمكن ألسنة اللهب من محو ملامحه تماما فبدا مطبقا بشدة على اسنانه يحاول الخروج من العربة المحترقة لكن النيران كانت أسرع وأقوى منه فاحتجزته في مكانه وثبتته يصارع الموت حتى اللحظة الأخيرة.  الرجل جندي عراقي وصورته التُقطتْ على ما عُرف بطريق الموت الذي يربط شمال الكويت بجنوب العراق حيث كانت قوات التحالف في حرب الخليج عام ١٩٩١ تقصف موكباً عراقياً يحاول التراجع.   بعد ساعات قليلة من قصف المواكب العراقية التي تناثرت عرباتها المحروقة وجثث عناصرها في الصحراء التقط المصور الاميركي "كينيث جاريكيه" صورة الجندي التي كانت تحوي كل... المزيد

الضحية السورية أو كيف نعلم العالم الندم؟

02/08/2016

في الثاني من تموز 2016 مات إيلي فيزل. اليهودي الروماني الأميركي، والكاتب والأستاذ والناشط السياسي. إيلي فيزل واحد من الناجين من محارق النازية وحامل نوبل للسلام. والأرجح أن الأقدار شاءت أن يعيش فيزل ليشهد مرة أخرى في حياة واحدة محرقة مماثلة للتي نجا منها. تذكر إيلي فيزل اليوم يكاد يكون أمرا نادرا. ذكرنا الرجل الذي مات في العام 2016، حين مات أن ثمة أحداث جرت من قبل، هائلة وخطيرة وفي وسعها أن تقترب مما يجري اليوم.  ثمة فوارق كثيرة بين الزمنين. الزمن الذي سبق تحول اليهود شعبا رغما عنهم، بمعنى من المعاني، والزمن الراهن الذي حول شعبا إلى يهود هذا القرن. منفيون... المزيد

تصوير اللاجئين 2: خريطة لتدبير الإبحار في الخارج

16/06/2016

  في عرض البحر، يركب الهاربون قواربهم، التي تمخر، وتتقدم فوق الماء وأمواجه. خلال مغامرة اليم هذه، يشقون خارجهم، الذي كلما راحوا فيه، يتسع، وكلما تخطوه، ينبسط. هنا، يقعون في انفرادهم بأنفسهم، وإنطلاقاً من ذلك، يمارسون بدء وجودهم في أرض سيالة، بعيدة الأجل، حيث يكونون على خلوتهم. فالبحر يوفر لهم عزلةً، هي شرط وجودهم فيه، مثلما أنها شرط قدرتهم عليه، أي التحرك المتوازن فوق سطحه، فلا يمكنهم أن يبارحوها، لأن ذلك يؤدي إلى هبوطهم في عمقه، ولا يمكنهم أن يبقوا داخلها، لأنها تشتد مع اتساع فضائه أكثر. من داخل هذه العزلة، يحملون كاميراتهم، ويصورون بها رحلتهم في الخارج، محاولين تدبيره، ومحولين... المزيد

تصوير اللاجئين 1: العالم يلتقط الهاربين في جنازته

04/05/2016

  تنطوي الصورة، التي ظهر إيلان شنو فيها، على مفارقة شديدة وبائنة، ومفادها سؤال بعينه: من أي جهة جاء الطفل إلى الشاطئ؟ فإذا كان قد أتى من البحر، فجثته تنفي ذلك، لأنها تتجه نحو البحر إياه، وإذا كان قد قدم من البر، فثيابه مبللة، ونافل التذكير بأن مرتديها قضى غريقاً. لقد جاء الطفل، وفي الوقت نفسه، من الجهتين، إذ ركب البر والبحر، ووقع في الوسط بينهما، ولأن جسده، بعد ذلك، رغب في الماء، بدا كأن الجانبين يحضران خلفه، بحيث تخطاهما، وعندما كان يمضي في خارجهما، داهمه الموت. لقد كان البر من ورائه، والبحر أيضاً، أما، الذي برز بأمواجه أمامه فهو الخارج، الذي... المزيد

سياسة الصورة: صورة المُقاتلين الأكراد في سوريا والهواجس الثقافية

04/01/2016

  لم يكن الصراع العنيف الذي دار منذ أواسط العام ٢٠١٢ بين التنظيمات الإسلامية المُتطرفة وميليشيات وحدات حماية الشعب "الكُردية"  YPG الرديفة لحزب الاتحاد الديموقراطي الكُردي، للسيطرة على مدينة "رأس العين"، مرورا بذروة التصارع أثناء معركة "كوباني" الشهيرة بين داعش والميليشيات الكُردية، لم يكن هذا الصراع عسكريا فحسب، بل كان في حيز واسع منه "صراعا رمزيا"، يتعلق بسعي كُل طرفٍ لشرعنة عُنفه ومعركته لدى جمهورين مختلفين وعلى طرفي نقيض. وعلى الرغم من تباين اساليب الحشد والتعبئه والشرعنه لدى الطرفين على المستوى الرمزي لهذه المعركة، فإنهما مع ذلك يشتركان في سعيهم الحثيث  لاستخدام الصورة بأكثف قدر مُمكن،وفي إدراكهما بأن الطبقات الاجتماعية والمجموعات السياسية... المزيد

أيقونة الهجرة السورية :عن صورة الطفل الغريق إيلان

24/09/2015

    في عصر المعلومات الرقمية، التأمل في صورة، شكّلت حدثاً انسانياً حال نشرها، هو محاولة تحليل علاقة الصورة بالتجربة الاجتماعية لجماعة بشرية ما، بالحدث السياسي، واحتمالات الصورة في الإعلام، بعيداً عن عالم الخبر السريع، وانفعالات اللحظة الموّلدة لصورة الطفل السوري الغريق إيلان، والتي نشرت في 2 أيلول، وما تزال تداعيات ظهورها سارية إلى الآن. في العدد الأخير من مجلة "دابق" التي تصدر باللغة الإنجليزية، نشر تنظيم "الدولة الإسلامية" صورة الطفل الكردي تحت عنوان "مخاطر مغادرة ديار الإسلام" ، في ذات الوقت الذي تتهم فيه الصحافة العربية جريدة "شارلي ايبدو" بالإستعمال السافر للصورة، والسخرية من الأطفال المسلمين. هذا النص، مشاركة في ملف بدايات... المزيد

أنا الصورة والصورة أنا...

21/05/2015

  تتصدر الحشود المشهد، سيل جارف من الأجساد النحيلة، وجوه متراصة بين خطين متوازيين من الأبنية المدمرة، أقرب الوجوه، وجه إمرأة مسنّة، ترتدي على رأسها شالاً أسوداً، لم أرى وجهاً مرهقاً تعباً جافاً كهذا من قبل. إنها صورة ملحميّة، من الممكن أن تكون لوحة فنية لرسام مشهور، لكنه في الحقيقة، مشهدٌ واحد فقط من واقع حصار أهالي مخيم اليرموك في دمشق. كيف يمكن لـهكذا صورة أن تكون جميلة، جميلة إلى هذا الحد.   في الحياة اعتدنا أن نَصِف الألوان بأنها جميلة، عن السماء والأزهار، عن البحر والجبال، لكن كيف يمكن أن نقول عن صورة كهذه، بأنها صورة جميلة للغاية؟. يُقال أن جمال الفن يكمن في... المزيد

صورة الجلاد وصورة الضحيّة في الحرب

30/03/2015

  منذ اندلاع الثورة السوريّة والنقاش دائر حول أهميّة الصورة، جدواها، وكيفيّة التعامل معها. في هذا المقال نحاول المشاركة في النقاش من زاوية مختلفة، متناولين معضلة قوّة الصورة، أهدافها، جمهورها وسهولة أو صعوبة منالها، لنصبّ فيما يعرف ضمن مصطلحات الصورة بال " Hors Champ " (خارج حقل الصورة) إذ تتوفر فيه المشكلة وفي الوقت ذاته إقتراح الحلّ للمعضلة المطروحة.   قوّة الصورة:   إن التاريخ، وللأسف، أثبت لنا أن الصورة في وقت الحرب تكون قويّة في يد الجلاد القويّ، وضعيفة في يد الضحية الضعيفة، سواء كانت تلك الصورة حقيقيّة أم زائفة. وإذا أخذنا مثال الصورة في الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، يبدو لنا ذلك جلياً.  منذ النكبة حتى اليوم،... المزيد

مغمض العينيين بلا قلق

26/10/2014

  مغمض العينيين بلا قلق   جوبر-الغوطة الشرقية، بقلم سعيد البطل لموقع بدايات   كدت أسقط من السيارة! كنا جالسين في الصندوق الخلفي لسيارة نقل صغيرة (بيك أب)، نحن الثلاثة وحلتان كبيرتان جداً مملوأتان بالأرز المطبوخ. كان السائق في العشرينات من عمره يقود السيارة كأنه مقبل على خط النهاية في سباق “رالي”، كلما اقتربنا من اللافتة المكتوب عليها (مدخل جوبر الوحيد). وهذه النقطة هي الأكثر قصفاً في المنطقة، حيث لا تمر خمس دقائق دون أن تسقط قذيفة من قاسيون. لكن هذا اليوم كان مختلفاً...   كانت معركة المليحة قد وضعت أوزارها قبل بضعة أيام، بعد انقضاء أكثر من 140 يوماً من القتال المتواصل والدفاع المستميت كي... المزيد

الضحية السورية: خبر ثان دائماً

09/10/2014

  الضحية السورية: خبر ثان دائماً.  مقال بقلم ليال حداد  موقع بدايات   الصورة وحدها هي السلاح.  هكذا كان الاتفاق غير المكتوب وغير المعلن بين السوريين الذين نزلوا يهتفون لحريتهم قبل ثلاث سنوات في شوارع سوريا. الاتفاق الضمني، سرعان ما تحوّل إلى عرف: كل تظاهرة مصوّرة، كل هتاف مسجّل. ولاحقاً عندما خرج النظام الأسدي "لإسقاط المؤامرة" بات ايضاً كل اعتداء مصوّر، موثّق بالزمان والمكان. كانت هذه الطريقة الوحيدة لكسر الحصار الإعلامي الذي فرضه النظام على الثورة. وبالفعل نجحت الخطة... نجحت في كشف حقيقة ما يجري هناك: في درعا، وحلب، ودوما، وحمص... هذه كانت البداية، هذه كانت الأشهر الأولى، وصولا الى مشارف السنة الأولى. ثمّ خرج الجميع... المزيد

معرضُ الجُثث السوري

09/09/2014

حجبت وسائل التواصل الاجتماعي مؤخّراً صوَر وأفلام "داعش" الخاصة بإعدام الصحافي الأميركي جيمس فولي. وحسناً فعلت في حجبها هذا، احتراماً لِفولي ولعائلته وأصدقائه من ناحية، ومنعاً لـ"داعش" من استخدام مشاهد القتل البربري الذي مارسته تسويقاً لعنفها وجذباً للاهتمام الإعلامي وبثّاً للرّعب والذهول من أعمالها (وهو ما تبحث عنه منذ صعودها لِبناء هالتها) من ناحية ثانية.   ما يعنينا في هذه العُجالة من شأن الحجب مرتبط ٌبمسألتين. الأولى، التعامل مع مشهديّة القتل ومع صورة الجثة الآدمية المذبوحة. والثانية، مقدار التعاطف مع صاحب الجثة وذويه واعتبارهم في ذاتهم قضيةً إنسانية تستأهل الدعم والعدالة. فإذا اعتبرنا صواباً حمايةَ الجثّة من العرض ومن استباحة العيون، وإذا... المزيد

الكتابة بالضوء

16/07/2014

فجأة، وجد السوريون أنفسهم وجهاً لوجه أمام مهمات غاية في الصعوبة والتعقيد؛ فاللحظة التاريخية التي فجرت ثورة 2011 ستنقلهم من موقع الهامش في التاريخ إلى موقع الفاعل فيه. سيختبر السوريون بعد هذا التاريخ قدرتهم على إحداث التغيير، وعلى إمكانية رواية حكايتهم الخاصة.   لم يكن للسوريين يوما من حكاية خاصة بهم.. كانوا مادة لحكايا الغير، وكان التاريخ يتمحور حول ظلال قادتهم الملتاثين بعقدة الخلود؛ وكانت سوريا في تلك الأثناء تشبه الثقب الأسود الذي ابتلع الأفراد وخصوصيتهم، وجعل من تاريخ السوريين تاريخاً يضج بالفراغ. خرج السوريون إلى الشارع شاهرين صوتهم، وكانوا يسعون إلى استعادة فردانيتهم ورغبتهم في المشاركة في نسج تفاصيل حكايتهم الخاصة لا حكاية... المزيد

الصورة لأجل الصورة

10/04/2014

 الصورة لأجل الصورة (الكثير من الصور والقليل من المصورين) 10/04/2014 ثلاثة أعوام طوال مروا بسرعة،  كان من حصيلتهم خمسة وخمسون ألفاً من الصور التي وثقت مقتل أحد عشر ألفاً من الشهداء تحت التعذيب، تم تسريبها على يد أحد المنشقين عن أجهزة النظام المخابراتية. يضاف إليها مئات الألوف من الصور لأشلاء الشهداء متناثرةً هنا وهناك، أطراف مبتورة ومشاهد لنساءٍ ثكلى وأمهات مكلومات وأطفال يبكون ..بيوتٌ هدمت ومظاهرات تجوب المدن والبلدات، تنادي بإسقاط النظام وتطالب بالحرية. هل هذه هي سوريا اليوم فقط! الإجابة ستكون منقوصة إذا ما كانت "نعم". لأنها لم تتسأل عن ماهية الصور التي استندنا على أساسها لنجيب بنعم أو  لا. ما هو مصدرها... المزيد

ملك الرقعة

24/03/2014

ملك الرقعة (عن الأسئلة التي تأتي لتواجه المرء في المناطق المحاصرة) 24/03/2014 لم تعد الأسئلة التي تواجه المرء هذه الأيام  داخل المناطق المحاصرة بذلك العمق، بمعنى أن الأسئلة باتت أكثر قرباً للتفاصيل اليومية منها للأسئلة الوجودية الشاملة. فبات سؤال كـ "ماذا سنأكل اليوم؟" أكثر إلحاحاً وجدلاً للفرد من الأسئلة المتعلقة بمستقبل البلد أو بمستقبل الثورة. إن دوامة الحياة السريعة والبطيئة في آن معاً،  لم تعد تترك للفرد، أيا كانت درجة وعيه، إلا مجالاً يزداد ضيقاً يوماً بعد يوم، حيث لا يتجاوز التفكير أبعد من متطلباته الآنية. فتحضير ابريق من الشاي أو العثور على رغيف خبز مثلاً يستغرق من الوقت الكثير، ويضيع الزمن في دوامة... المزيد

دفن الموتى بالصور

28/02/2014

دفن الموتى بالصور الصورة تصبح شاهد القبر الذي يدل على صاحبه 28/02/2014 يَلتفُ الكفن الأبيض حول الأطراف الكامدة، يُترك للميت كل الوقت كي يُودّع بقدسيةٍ نحو مثواه الأخير، ملحوداً بعناية الأهل والأصدقاء. مبجلاً ومحروساً برهبة تجعل من الوداع الأخير طقساً يمارسه الانسان في كل مرة يجد نفسه أمام ثقب الزمن، كامل الأعضاء سليم الملامح، يذهب دون نقصان نحو العالم الآخر. وعندما يسقط الجسد غيّلةً، يُنتقص "المعنى"؛ المعنى من وجود الانسان حراً كريماً في أن يموت بعد أن يفقد الجسد قدرته على ممارسة وظائفه الحيوية. وهنا يدل تشوه الجسد على أن ثمّة معنى منقوصاً في نقصانه أو تشوهه. وعدم قدرتنا على النظر لأجزائه المفقودة... المزيد

عدسة السلطة..عين النظام على مواليه

08/01/2014

عدسة السلطة.. عين النظام على مواليه 06/01/2014 يروي سامي الجندي في كتابه "البعث" كيف أنه دخل ذات يوم، في غمرة المحاكمات العسكرية بعيد حكم "آذار"، إلى وزارة الإعلام كي يشرف على نشرات الأخبار، وإذ بأحد موظفي التلفزيون يطلب منه مشاهدةَ شريطٍ قبل بثه. يتابع "الجندي" وصفه للمادة "التسجيلية" التي رآها في غرفة التجربة، والتي "لا يصدقها عقل": رأى أعضاء المحكمة أن يشترك الشعب بمباذلهم فلا تفوته مسرات النصر فعمدوا إلى تسجيل مشاهده: الإعدام من المهجع إلى الخشبة، عملية عصب العينين، الأمر بإطلاق النار، ثم يندلق الدم من الفم وتنطوي الركبتان وينحني الجسد إلى الأمام بعد أن تتراخى الحبال نفسها، وفمه مفتوح كي... المزيد

أحمل الكاميرا كحامل الدرع

30/12/2013

أحمل الكاميرا كحامل الدرع:  لا ينجو من المجزرة، إلا من مات. 30/12/2013 بعيداً في الماضي الضبابي أذكر جيداً شعوراً دافئاً انتابني حين أمسكت بكاميرا التصوير الفوتوغرافي لأول مرة. كأني رأيت حينها نبوءة أنه ذات يوم سأستعمل هذه الأداة لحد الاستنزاف. حملتها كحامل صولجان الحكم حينها، أما اليوم فأحمل الكاميرا كحامل الدرع ... أذكر تماماً متى قمت بذلك حرفياً للمرة الأولى وكيف احتفظت بتلك الحالة إلى الآن. نسيت الكثير من التواريخ والأحداث لكن ذلك اليوم حفر في الذاكرة السادس والعشرين من شهر حزيران ٢٠١٢. في نهاية يوم طويل ومتعب ساقتني قدماي - مسيرا غير مخير- إلى الساحة التي سبقتني إليها جثث ضحايا المجزرة.  لم يكن من... المزيد

إذ يصبح الموت هو الآتي

18/12/2013

إذ يصبح الموت هو الآتي. بقلم روجيه عوطة. 18/12/2013 لموقع بدايات الأبد، الصورة، الموت                              جثة هامدة على الأرض. القناص يصوب فوهة بندقيته نحوها، لا كي يقتلها من جديد، بل بهدف إبعاد السوريين عنها، ومنعهم من إنقاذها. كما لو أنها هي مستقبلهم، الذي كان غير موجوداً من قبل، ولكنه، بعد اندلاع ثورتهم، ظهر متلفاً ومثقوباً بالرصاص، ورغم ذلك، ممنوع عليهم أن يوشكوا على بلوغه. فالجثة في هذا الفيديو ، اللحظات الأولى منه على وجه الدقة، هنا لا تمثل الموت، الذي يحاول القناص مضاعفة هلاكه، فحسب، بل أنها تمثل المقبل من... المزيد

الثورة في سوريا وتحويل الصورةحدثاً - بقلم جون ريتش

19/11/2013

  التقط كيفن كارتر صورة لطفلة سودانية جائعة تجاهد زحفا للوصول إلى مخيّم الإغاثة الذي لا يبعد أكثر من ميل واحد. على مقربة أمتار من الطفلة خائرة القوى كان ثمّة نسر قمّام ينتظر موتها ليباشر وليمته. النسور أيضا يحقّ لها أن تأكل، وفي جنوب السودان كانت تأكل لأنّ البشر ما كانوا يأكلون. المهمّ أنّ كيفن التقط الصورة، ثمّ أشعل سيجارة وجعل يدخّنها، عشرون دقيقة مرّت ولم يتحرّك النسر من مكانه، بقي منتظرا واستمرّت الطفلة تجاهد للوصول إلى مخيّم الإغاثة. يقال إنّ الطفلة وصلت إلى مخيم الإغاثة ونجت. لكنّ كيفن كارتر لم ينج. صورته نشرتها النيويورك تايمز وبعد شهور قليلة نالت الصورة... المزيد

ثلاث سنوات سوريّة.. في ثلاث دقائق بقلم: محمد بيطاري

19/11/2013

انتقل من دمشق إلى بيروت، من الصورة الثابتة إلى الصورة المتحركة، من مشهد واحد، إلى مشاهد بعنوان واحد ومفتوح، وأخيراً وصل المخرج الشاب عروة كوستا إلى لوحته المكثفة: «صورة ذاتية». ما إن تقرأ عنوان الفيلم (3.08 دقيقة، بدعم من مؤسسة بدايات) حتى تبدأ بالتفكير. ما هي الصورة؟ ومن هي الشخصية التي داخل ذلك الإطار؟ وما إن تبدأ برؤية الفيلم حتى تظهر لك النافذة؛ إطاراً مفتوحاً بإحكام على مشهد الحدث السوري برمزية عالية، لتعرف أن الشخصية هي سورية بحتة، والصورة هي سردية خفيفة. أما النافذة فهي من يطل ويواكب، عين أي مشاهد، قد يكون شاباً أو عجوزا، امرأة أو طفلا، بائعاً من... المزيد

الواقع السوسيولوجي السوري سينمائيا - بقلم باسل عودات

18/07/2013

أكّدت المسؤولة الإعلامية عن مشروع (بدايات) الذي يهتم بدعم وإنتاج الأفلام القصيرة والوثائقية التي تتناول الواقع السوري، أن المؤسسة تتوجه للهواة والمحترفين وتقدّم الدعم المادي والاستشاري واللوجستي لتمكينهم من إتمام أعمالهم، ورفضت الكشف عن مصادر التمويل وشددت على أنها مصادر تعنى بالشأن الثقافي ولا تنتمي لأجندات سياسية. وكان مجموعة من السوريين فقد أسسوا مؤسسة غير ربحية تحمل اسم (بدايات) في محاولة للبحث عن سينما وثائقية ولغة بصرية تشبه الواقع والإنسان السوري تكون قادرة على مواكبة التغيرات التي تجري في البلاد لا لتصويرها وتوثيقها فحسب، ولكن للدخول في تفاصيلها الإنسانية انطلاقاً من رؤية المؤلف ووجهة نظره في معالجة هذه الحكايا.   وحول الهدف والغايات،... المزيد

ان لم يتم ايقاف اراقة الدماء - بقلم مونيكا ج.برياتو

17/05/2013

يأتي مقطع الفيديوالذي يظهر أحد قادة الثوار وهو ينتزع قلب عسكري سوري من صدره ويعضه، بمثابة شهادة على الرعب الذي يعيشه البلد. و كان السبب الذي أدى إلى جريمة الحرب هذه فيديو آخر يرتكب فيه العسكري الذي تم تدنيس جثته انتهاكا ضد المدنيين. ويقول الثوار إن “السؤال الذي يجب طرحه هو كيف وصل هذا الرجل إلى درجة فقدان عقله”. يظهر هذا المقطع المسجل يوم الخميس الماضي في قرية طلف، في محافظة حمص، جثث إمراة وأربعة أطفال قتلوا إزاء القصف. وقبل ذلك بيوم واحد قتل 15 سخصا في قرية خربة السودا. كما أنه خلّف القصف عدة ضحايا ومن بينها هذه الطفلة في حي السعن... المزيد